
هل تنجح مشاريع متاجر السلع الاستهلاكية اﻹلكترونية ؟
تعتبر مواقع التسويق الإلكتروني للسلع الاستهلاكية المنزلية التي تسمى بالسوبر ماركت الإلكتروني هي لغة العصر ويتم إنشاؤها خصيصا من أجل أولئك الذين لا يرغبون في الذهاب بأنفسهم إلى أماكن المتاجر أو لا يجدون الوقت للذهاب بأنفسهم إلى أماكن المتاجر الفعلية إذ إن هذه المواقع تمكن هذه الشريحة من المستهلكين بالذات من الحصول على ما يريدون وهم قابعون في منازلهم أو مكاتبهم, وبالتالي فإنها تعتبر الصورة المعاصرة لأسلوب توصيل الطلبات للمنازل ويبقى السؤال..
لماذا لم يحقق مجال السلع الإستهلاكية إلكترونيا رواجا؟
ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن تجارة السلع الاستهلاكية المنزلية على شبكة الإنترنت لم تنجح بنفس الدرجة التي نجحت بها التجارة الإلكترونية للكتب, وذلك بسبب الفوارق الجوهرية بين المجالين, سواء فيما يتعلق بطبيعة المنتجات أو فيما يتعلق بتلبية احتياجات العملاء, ولعل أهم المشاكل التي تعيق نجاح تسويق السلع الاستهلاكية من خلال التجارة الإلكترونية ما يلي:
أولا: الصعوبة النسبية في اختيار السلع المطلوبة ويمكن القول: إن من أكثر المشاكل التي تعيق نجاح تسويق السلع الإستهلاكية إلكترونيا الصعوبة النسبية في اختيار السلع المطلوبة, إذ أن اختيار قائمة المشتريات من خلال الموقع الإلكتروني يستغرق وقتا طويلا نسبيا, نظرا لأن بعض السلع يصعب العثور عليه من خلال آلية البحث بسبب تسميتها بأسماء أو وضعها في فئة غير تلك المتوقعة من جانب العميل.
كما أنه يستحيل على العميل التحقق من جودة المنتجات مثل بعض المنتجات الطازجة كالفواكه واللحوم من خلال موقع النت.. والنتيجة النهائية لمتاجر بيع السلع الاستهلاكية بالنت هي مشتريات أقل من المعتاد.
ثانيا: إقليمية ومحدودية التوزيع عبر النت
الحقيقة التي لا جدال فيها أنه في حالة المتجر الإلكتروني لبيع الكتب يستطيع المتجر أن يتلقى طلبيات من المواطنين على المستوى المحلي والدولي أما في حالة السوبر ماركت الإلكتروني, فإن تنفيذ طلبيات السلع الغذائية يقتصر على نفس المدينة أو حتى على أحياء معينة منها.
ويرجع ذلك إلى طبيعة هذه السلع من حيث إنها ذات حجم كبير أو وزن ثقيل فضلا عن قابليتها للتلف السريع, وبالطبع هذا الوضع ينعكس انخفاض حجم وقيمة المبيعات التي يمكن أن تتحقق عن طريق هاته القناة الإلكترونية للتوزيع, لذلك فإن توزيع السلع الاستهلاكية عبر النت دائما إقليمي ومحلي ومحدود.
ثالثا: صعوبة تجهيز وتسليم الطلبيات طبقا لمزاج المستهلك:
من العروف أن عمليات تجهيز الطلبيات للتسليم في السلع الاستهلاكية, وخاصة الغذائية تتم بواسطة أشخاص, ومهما كانت درجة عناية هؤلاء الأشخاص في تنفيذ الطلبيات فإن الباب يظل مفتوحا لوقوع أخطاء في الوزن مثلا أو في الكمية أو الصنف أو النوعية أو مستوى الجودة المرغوب وأحيانا في حالة السلع الغذائية التي تباع بالقطاعي يكون مقبولا قبول الأصناف غير المطابقة لاحتياجات العميل غير مريح, كما يكون ردها غير مريح للمتجر.
وتبعا لذلك فإن الخبرات السلبية للعملاء نتيجة هذه الأخطاء قد تجعل من الصعب الاحتفاظ لهم بها لاعادة إرسال الطلبيات إلكترونيا, لذا نجد أن التجارة الإلكترونية للسلع العذائية عبر النت غير منتشر وغير ذائع الصيت رغم وجود شركات في الوقت الحالي تناضل من أجل تغيير هذه النظرية للتجارة الإلكترونية
مقتطف من كتاب التسويق اﻹلكتروني التجارة عبر اﻷنترنيت
آخر الدروس
التعليقات
لا يوجد تعليقات